غاسل الأرجل

” صب ماء فى مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التى كان متزراً بها ”

(يو 5:13)

ذهبنا فى رحلة تبشيرية فى صيف عام 2009 إلى كينيا وبينما كنا هناك احتفلنا بعيد الرسل الذى يوافق 12 يوليو. فى طقس قداس عيد الرسل نتمم طقس غسل الأرجل وقد صليت القداس هناك ومارست طقس غسل الأرجل للشعب الحاضر القداس وهم كلهم من أهل المدينة . كانو كلهم حفاة أو يرتدون (الشباشب) وطبيعة الطرق هناك ترابية وغير مسفلتة . جلست على الأرض لأغسل أقدامهم من تراب الطريق وشعرت وكأننى ولأول مرة أمارس هذا الطقس لأنى فى كل مرة خلال سنوات الكهنوت سواء فى مصر أو في أمريكا كنت فقط أرشم القدم ولشعب أرجله نظيفة أفراده يرتدون شرابات وأحذية . حينما انتهيت من غسل أرجل الشعب فى كينا كانت أرضية الكنيسة فى المكان الذى غسلت فيه أرجلهم عبارة عن وحل وطين (تراب ورمل ممتزج بالماء) نظرت إلى الأرض الموحلة بالطين وفرحت  ، فرحت لأن الأرض موحلة ولكن أرجلهم صارت نظيفة.

هذه الحادثة أخذتنى إلى هذا المشهد حينما جلس يسوع على الأرض ليغسل أرجل التلاميذ وتأملت فى غاسل الأرجل الرب يسوع الذى غسل التلاميذ من الجبن (بطرس) ومن الشك (توما) ومن السقوط فى امتحان الإيمان (فيلبس ف إشباع الجموع) ومن الخوف (كل التلاميذ عند الصليب)

رب المجد يسوع سألنا أن يغسل بعضنا أرجل بعض ولكن أتساءل كم واحد منا بالحقيقة غاسل أرجل أو مستعد أن يكون غاسل أرجل ؟ من منا مستعد أن يجلس فى مكان موحل بينما كل من أتى إليه يذهب من عنده نظيفا ؟

ليس الأمر هين ولكنى أصلى من أجل ضعفى ومن أجل الكنيسة ومن أجل الخدام والرعاة فى كل العالم أن نتحلى بهذه الخدمة العظيمة ” خدمة غسل الأرجل ” وليس لنا أن نتعلم إلا من:

” غاسل الأرجل الحقيقى رب المجد يسوع “