الخوف

“ولكن أقول لكم يا أحبائى لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر) ” لو4:12)

جلست لأتأمل فى عبارة ” لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ” وأتصور كيف لا أخاف ليس من الموت فقط بل من القتل وإذا بى أجد أن الأمر ليس هينا . وجدت نفسى لا أخاف من القتل أو الموت فقط بل أخاف من الذين لهم سلطة أن يقووا علىِ بسلطتهم ويتسببوا فى إيذائى وأخاف من الأقوياء لئلا بقوتهم يبطشوا بضعفى أو من الكثرة لئلا يغلبونى وأنا وحدى! تأملت الآية ووجدت أن الخوف يتسرب إلى نفسى من نوافذ كثيرة.

عدت لأنظر إلى الموت فوجدت أن الموت ليس موت الجسد فقط فهناك أنواع كثيرة من الموت والقتل . ربما ودون ان أدرى قد قتلت آخرين نفسيا أو معنويا . وإذا بالروح يأخذنى إلى سفر التكوين الآصحاح التاسع والعشرين لأرى كيف قتل يعقوب ليئة حينما أشعرها بأنها مكروهة وأنه لا يحبها وتصورت كيف كان يخاطبها بحدة وبدون مشاعر لطف أو حب, أو كيف كان يحتقرها ويرذلها فى كل شىء بينما كان يقدر راحيل فى أتفه الاشياء. حتى العلاقة الزوجية كيف كان يشعرها أنه متضرر أن يكون معها بينما هو شغوف أن يكون مع راحيل وىظهر نحوها كل اشتياق ورغبة . فى كل هذه الأمور كان يعقوب يقتل ليئة دون أن يدرى . وهكذا أنا أيضا أفعل الأمر بصورة أو بأخرى مع من أعيش معهم أو أتعامل معهم.

ولكننى وجدت الرب يهمس فى أذنى ويطمئننى بأن من أخافهم ” ليس لهم ما يفعلون أكثر ” ويفتح عينى لأرى أنهم محدودين فى سلطتهم وقوتهم وأنه ليس لهم أن يلقوا النفس والجسد فى جهنم وأن الله وحده هو الذى له هذا السلطان . لقد فتح عينى أيضا لأرى أنواع الموت الأخرى لئلا أتسبب فى قتل آخرين أو أدع آخرين يقتلونى.

أشكرك يا ربى يسوع المسيح أنك شجعتنى قائلا ” لا تخف” وأشكرك أن طمأنتنى أن ” ليس لهم ما يفعلون أكثر ” وأسألك يا إلهى إن خفت ثانية إهمس فى إذنى وقل

” لا تخف”