الأتضاع

” اتضعوا قدام الرب فيرفعكم “

(يعقوب 10:4)

وأنا أتأمل فى عبارة ” اتضعوا ” وفي ماذا تعنيه، وجدت الروح يقتادنى إلى معنى واحد وهو أن يعترف الانسان بخطئه. وإذا بى أتقابل مع شاول الملك وصموئيل النبى فى صموئيل الأول الإصحاح 13. فى مواجهة قوية قال صموئيل لشاول الملك ماذا فعلت ؟ نظرت إلى شاول الملك منتظرا أن يعترف بخطئه ، ولكنه قدم عذرا وتبريرا فيما فعل ولم يقل أخطأت فكان هذا الرد الصعب من صموئيل ” قد انحمقت ” . تركتهم ومضيت فى طريقى وأنا حزين على شاول لأنه لم يتضع ليعترف بخطئه.

لكن يا نفسى لماذا تنظري إلى شاول وكأنك لم تكونى شاول فى يوم من الأيام، ليس لمرة واحدة بل لمرات فى عمرك ، فكم كان يحلو لك أن تبررى لنفسك فيما تفعلى، أحيانا فى هدوء بالحجة والمنطق كما فعل شاول وتظنى أن من سمعك صدق ما قلته واحترم فيك كبريائك وتبريرك ولكن الحقيقة أنهم يتركونك وهم يقولون فيما بينهم ” لقد انحمقت هذه النفس “

وعد الكتاب حلو لكل من يريد أن يتضع ولكن الذات تخيفه بأنه سيصير مرذولا فى أعين الناس ، هذا الوعد     ” أتضعوا …. فيرفعكم ” . يحضرنى هذا الاختبار الذى جزت به فى عام 2013. غار الشيطان منى ومن الخدمة التى باركنى الرب بها بنعمته فأوقعنى فى الخطية وشهر بى إلى أقصى درجة حتى أنه ذهب ليقول لشعب كنيستى ما معناه أننى إنسان شرير واستحق أكثر مما عوقبت به.  وإذا به يرى الشعب, بعد أن أنتهى من حربه الشنعاء التى شنها ضدى, يتكلمون عن فضائل وعن خدمات استخدمنى الله فيها فكان فى صدمة . هذا حدث لأن الشيطان لم يعرف أننى اعترفت لكل من زارنى بأننى أخطأت وأننى أستحق العقاب مؤمن بوعد الرب :

” اتضعوا قدام الرب فيرفعكم “